قصة تحبها رونة
تحب رونة أن يحكي لها جدها قصصًا عن “هرشِله”. حتى أجداد جدها كانوا يروون له قصص “”هرشِله””. تقول رونة إنه عندما يصبح لديها أطفال، ستروي لهم أيضًا قصص “هرشِله”، لأن هذه القصص مضحكة ومؤثرة في نفس الوقت، ووقعت أحداثها في بلد يُسمى بولندا، البلد الذي جاء منه جدها وجدتها.
كان هرشلة فقيرا جدا، لكنه نجح دائما بطريقة ما، في الضحك على الأغنياء، وجعلهم يعطونه الطعام والقليل من المال.
هطلت ثلوج كثيفة على المدينة التي يسكن فيها هرشِله. كان هرشِله المسكين جائعًا جدًا، جدًا، لكنه لم يكن يملك المال لشراء الطعام. كان يشعر بالبرد، وبطنه تقرقر من شدة الجوع، وكان يشعر بالدوخة.
دخل هرشِله إلى مطعم صغير وجلس عند إحدى الطاولات. كان يأمل أن يشفق عليه صاحب المطعم ويقدم له حساءً دافئًا، لكن صاحب المطعم كان بخيلًا. صرخ على هرشِله قائلاً: “”إذا لم يكن لديك المال لتدفع لي، فاخرج من هنا!”” شعر هرشِله بالدفء والراحة في المطعم، وكان يتمنى بشدة تناول حساء ساخن وربما أيضًا قطعة كفتة.
فما الذي فعله؟
نهض هرشلة بغضب من الكرسي وبدأ بالتجول في المطعم بخطوات واسعة، وقبضتي يديه مغلقتين. وقال لنفسه: الآن لم يبق أمامي سوى أن أفعل ما قام به أبي في حالة مشابهة””.
سأل صاحب المطعم هرشِله عما كان يفعله والده، لكن هرشِله أجابه بأنه لا يستطيع التحدث وهو جائع للغاية. استمر هرشِله في التجول داخل المطعم بوجه غاضب ويهمهم لنفسه. خاف صاحب المطعم، إذ ظن أن هرشِله قد يبدأ في إثارة الفوضى داخل مطعمه، لذلك قدّم له حساءً، كفتة، بطاطا، وفطيرة تفاح للتحلية. بعد أن أنهى هرشِله تناول الطعام، سأله صاحب المطعم: “”حسنًا، هل ستخبرني الآن ماذا كان يفعل والدك؟””
أجابه هرشِله وهو يربت على بطنه الممتلئة: “”عندما لم يكن لدى والدي ما يأكله، كان يذهب للنوم جائعًا.””
معلمة الحضانة العزيزة، صحيح أن رونة يهودية تتحدث العبرية، لكن كل طفل وطفلة يمكنهما فهم عالمها العاطفي والاجتماعي والتعرف قليلاً على ثقافتها اليهودية الأشكنازية. تتيح لك خلفية قصة رونة فتح حوار حول عدة مواضيع ذات صلة بجميع الأطفال:
متعة وفائدة التنكر بشخصية جديدة.
متعة زراعة الخضروات والأعشاب.
تأليف أشعار مضحكة بالعربية.
العيد المفضل لديهم.
الإحباط الناتج عن عدم النجاح.
مشكلة مع صورة الطفل/ـة عن جسده/ها.
تجربة ارتداء الملابس المتوارثة في العائلة.
في الثقافة العربية أيضًا، هناك حكايات شعبية عن فقراء تمكنوا بذكاء وبروح الفكاهة من خداع الأغنياء البخلاء. هذه فرصة لرواية هذه القصص في الروضة.
إليكم بعض الأمثلة:
1: قصة مرافقة : رونة تحب التنكر
تقل رونة أن أول ما تقوم به حينما تصل إلى الحضانة (بعد أن تقوم بتعليق حقيبة طعامها وتقول صباح الخير للحاضنات)، هو الركض نحو صندوق الملابس التنكرية. إنها لا تنتظر عيد المساخر “”البوريم”” ، العيد الذي يتنكر فيه اليهود. وكل يوم تتنكر على شكل شخصية مختلفة، وأكثر تنكر تحبه هو التنكر على شكل أسد. وحينما ترتدي زي الأسد التنكر فإنها تشعر بأنها أقوى إنسان في العالم.
رونة تسأل: ما الذي تحبون التنكر له، وربما يمكنكم أنتم أيضا أن تحدثونا لماذا تحبون التنكر بالذات على هذه الهيئة؟
2: قصة مرافقة : رونة تلاقي مصاعب في النوم
تقول لي رونة أنها لا تنجح في النوم أحيانا. ويحصل هذا بالذات حينما تكون متعبة جدا، حيث تدخل إلى رأسها أفكارا مرعبة عن الوحوش
ورونة تسألكم أيضا إن كنتم لا تنجحون في النوم في الليل أحيانا بسبب أفكار مخيفة. هنا يقوم الأطفال بإشراكنا بتجارب مخاوفهم قبل النوم.
تخبرني رونة أنها حينما لا تستطيع النوم، فإنها تخترع أشعارًا مضحكة “”شتوزيم”” لتطرد الأفكار المخيفة. تخبرني رونة أنها كانت خائفة بالأمس من أن تنطلق صافرة الإنذار. وبدلاً من أن تنادي والدها ووالدتها، كما يفعل أخوها أورن عندما يحلم حلمًا مخيفًا، ألّفت هذا الشعر المضحك:
“”الزرافة مرة سمعت صفارة إنذار، فكّرتها موسيقى عرس، واتصلت تعزم صاحبها الحمار””. مضحك، أليس كذلك؟
رونة تسألكم ما الذي تقومون به حينما تلاقون مصاعب في النوم في الليل، بسبب أفكار مخيفة؟
3: قصة مرافقة – تحكي لنا رونة لماذا بكت في ليل هسيدر، وهو الليلة الأولى من عيد الفصح
تريد رونة أن تحكي لنا لماذا هي حزينة وغاضبة. تقول رونة إن قصتها طويلة بعض الشيء، وتأمل أن يكون لديكم صبر للاستماع إليها حتى النهاية.
فتبدأ رونة بالقول إنه قبل أسبوع احتفل جميع اليهود بعيد الفصح، العيد الذي لا يأكل فيه اليهود الخبز لمدة أسبوع، بل يتناولون المتساة. تخبرنا رونة أنها تحب جدًا تناول المتساة مع زبدة الفستق . وقد قالت لجدتها ذات مرة إنه من حسن الحظ أن بني إسرائيل هربوا بسرعة من مصر، ولم يكن لديهم وقت لانتظار تخمر الخبز، لذلك صنعوا بسرعة، بسرعة، خبز المتساة. فلو لم يكونوا على عجلة من أمرهم، لما اخترعوا خبز المتساة اللذيذ الذي يأكله اليهود لتذكيرهم بالخروج من مصر.
إلى الحاضنة: ننصحك أيضا بأن تذكري أن القرآن الكريم يتحدث عن الخروج من مصر. يمكنك أن تسألي الأطفال إن أكلوا خبز المتساة أيضا، ويمكنك أن توزعي عليهم خبز المتساة وأن تستمعوا إلى صوتها المميز حينا تنكسر، وحينما يتم مضغها.
الليلة الأولى من العيد اسمها ليل هسيدر. وفي ليل هسيدر، تجتمع جميع عائلة رونة في منزل الجد والجدة في وجبة احتفالية. تقوم الجدة بترتيب الطاولة وتضع عليها أجمل أدوات الطعام لديها، التي حصلت عليها من جدتها فيجي، وتقوم بتحضير طعام لذيذ جدا. ولكن يجب الانتظار حتى تناول الوجبة، لوقت طويل جدا، لأن العائلة تقرأ أولا “”هجداة””، قصة عيد الفصح، تلك القصة الطويلة حول تمكن بني إسرائيل (وهم نحن، اليهود) من الخروج من مصر. ولكيلا ينام الأطفال، يقوم الجد بتخبئة قطعة من المتساة اسمها “”أفيكومان””. يقول الجد أن بإمكان الأطفال البحث عن الأفيكومان فقط بعد انتهاء سرد الهجداة. يصبح جميع الأطفال متحمسين ومتوترين. فكل منهم يرغب بالعثور على الأفيكومان ليحصل من الجد على هدية كبيرة.
تقول رونة أنها كانت متأكدة من أنها ستجد الأفيكومان، وأنها هي من ستحصل على الهدية الكبيرة من الجد، ولكن أخيها الكبير إيرز قد عثر على الأفيكومان.
تقول رونا أنها كانت حزينة جدا لأنها لم تجد هي الأفيكومان، وأنها فقدت شهيتها، وأنها بالكاد تناولت المأكولات الفريدة الخاصة بعيد الفصح التي حضرتها جدتها. وأنها لم تعد راغبة بالتحدث مع إيرز.
رونة تسألكم أيضا إن كان قد حصل لكم أنكم لم تتمكنوا من الحصول على ما تريدون، وتمكن شخص آخر من الحصول عليه؟
ماذا كان شعوركم؟
ربما لديكم نصيحة لرونة: كيف يمكنها أن تشعر بغضب وإحباط أقل؟
4: قصة مرافقة : رونة لا تحب مظهرها
تقول لي رونة أنها لا تحب النظر إلى نفسها في المرآة. وتقول رونة أن لون شعرها الأحمر بشع في نظرها، وكذلك لون بشرتها الفاتحة، والنمش الذي على جلدها. وتقول لي رونا أنها تتمنى لو كان لديها شعر أسود ولون جلد غامق.
رونة تطلب منكم المساعدة: هل يمكنكم أن تجعلوها تحب نفسها كما هي؟