مواد للمربيات
يمكنكِ العثور هنا على الإرشادات الأساسية للعمل وفق منهجية دمى البيرسونا، بالإضافة إلى مقترحات للقاءات، محادثات، وأنشطة للأطفال والفتيات مع كل واحدة من الدمى.
تم إعداد هذه المواد من قِبل الطاقم التربوي لمبادرة “ألعاب للمستقبل” خصيصًا لكِ، المربية، وبكل حب للأطفال والفتيات (أولئك الذين ينبض قلبهم وأولئك المصنوعات من القماش).
يسعدنا سماع رأيكِ لتحسين وتوسيع مجموعة المقترحات المقدمة هنا.
أهمية الموضوع للمجتمع في إسرائيل عمومًا وللتربية في مرحلة الطفولة المبكرة في المجتمع العربي خصوصًا
يتميز المجتمع في إسرائيل بالتنوع والاختلاف فيما يتعلق بالمجموعات الإثنية والثقافية التي تشكله، وبما يصاحب ذلك من توترات بين هذه المجموعات. كذلك، داخل المجتمع العربي نفسه، هناك تنوع واختلاف، إلى جانب توترات بين الفئات المختلفة المكونة له. يواجه جهاز التربية والتعليم تحديًا مركزيًا يتمثل في تربية الأطفال، منذ سن الطفولة المبكرة، على تبني مواقف إيجابية تجاه الاختلاف واحترام التعددية، وعلى التعامل مع الآخرين بتسامح وإقامة حوار مع المجموعات المختلفة في المجتمع.
منذ سنوات حياتهم الأولى، يكون الأطفال على دراية بالفروقات الجسدية والثقافية بين البشر ويتعلمون من البيئة المحيطة بهم مواقف المجتمع تجاه المجموعات المختلفة.
ولكي ينشأ الأطفال وهم يحملون مواقف إيجابية تجاه المجموعات المتنوعة، يجب أن يعيشوا في مجتمع متساوٍ يحترم الجميع وخالٍ من العنصرية. ومن هنا، يقع على عاتق المربيات والمربين في مرحلة الطفولة المبكرة دور مركزي في نقل رسائل واضحة حول المساواة واحترام كل فرد وكل مجموعة وثقافة في المجتمع الإسرائيلي. وبالنسبة للمربيات والمربين العرب، هناك تحدٍ إضافي يتمثل في تعزيز مواقف إيجابية لدى الأطفال الناطقين بالعربية تجاه التنوع داخل المجتمع العربي نفسه. ينبغي أن تظهر هذه الرسائل بشكل متواصل ومنهجي منذ مرحلة الطفولة المبكرة، وذلك من خلال التجارب المتنوعة، واللقاءات مع ثقافات مختلفة، والمشاركة في إيجاد حلول للمشاكل الناجمة عن التوترات الاجتماعية والثقافية.
في العديد من دول العالم، يُستخدم منهج دمى البيرسونا لتعميق معرفة أطفال الروضة وتلاميذ الصفوف الابتدائية الدنيا بالأطفال القادمين من خلفيات مختلفة، ولتعزيز الانفتاح والمواقف الإيجابية تجاههم. تمثل دمى البيرسونا التنوع والاختلاف في المجتمع، وهي مناسبة بشكل خاص للمجتمع الإسرائيلي، حيث يقل تفاعل الأطفال يوميًا مع أطفال من أصول ثقافية وإثنية متنوعة، وذلك يعود جزئيًا إلى تيارات التعليم المنفصلة (مثل التعليم الحكومي، والتعليم الحكومي الديني، والتعليم المستقل، والتعليم العربي). في المجتمع العربي ومنهج التعليم العربي، تتأثر درجة تعرض الأطفال للتنوع بالمنطقة الجغرافية التي يكبرون فيها. هناك أطفال ينشؤون في مدن مختلطة أو في بلدات ذات تنوع سكاني، بينما ينشأ أطفال آخرون، مثل الأطفال البدو في الجنوب، في مجتمعات يلتقون فيها، سواء في القرى أو في الأطر التعليمية، بأطفال بدو فقط.
بناءً على هذا السياق، قام مركز أكورد في الجامعة العبرية في القدس بتطوير مجموعة من ست دمى بيرسونا خصيصًا للمجتمع العربي. تشمل هذه المجموعة أربع دمى بيرسونا تعكس التنوع الثقافي داخل المجتمع العربي، بالإضافة إلى دميتين تمثلان شخصيات يهودية. كما تم تطوير مجموعة أخرى من سبع دمى بيرسونا للمجتمع اليهودي، تشمل ست دمى تمثل شخصيات أطفال يهود، ودمية واحدة تمثل طفلة عربية مسلمة.
دمى البيرسونا مصنوعة من القماش، وتتميز بخصائصها الفيزيائية (مثل الحجم والملابس) التي تحاكي الأطفال الحقيقيين. لكل دمية سمات تخلق شخصية فريدة ذات هوية ثابتة، تشمل خصائص شخصية (مثل الاسم والهوايات)، وعائلية (مثل الإخوة والأخوات والعائلة الممتدة)، وثقافية (مثل اللغة والأعياد). هذا التنوع في السمات يعكس التشابه والاختلاف بين شخصية الدمية وبين الأطفال، مما يُتيح فرصة للتعرف على ثقافات متنوعة من خلال الحوار، والأنشطة التفاعلية، والمحادثات حول أحداث سعيدة وحزينة، وطرح معضلات تواجهها الشخصية.
يُتيح دمج دمى البيرسونا للمربيات، والمعلمات، والأطفال (وأيضًا للأهالي) المشاركة في خلق بيئة ومجتمع يشعر فيها جميع الأطفال وعائلاتهم بالانتماء، بالقوة، وبأنهم قادرون على التأثير في رفاهيتهم ورفاهية الآخرين.
ما الذي تتيحه دمى البيرسونا؟
دمى البيرسونا تمثل طفلًا أو طفلة بقصص حقيقية وواقعية. لذلك، فإن تجربة المربية في التفاعل مع الأطفال هي الأساس لدمج الدمية في الحضانة أو الصف. المربية ليست ممثلة تؤدي دور الدمية بصوت طفولي، بل تتحدث الدمية من خلال المربية؛ حيث تجلس الدمية بشكل مريح على ركبتها وتهمس في أذنها. تستمع المربية ثم تنقل للأطفال (بصيغة الغائب: “تخبر شاحار أن…” أو “قالت لي نوعام أن…”) ما قالته الدمية. بمعنى أن الدمية شخصية مستقلة تُساعد المربية على التعبير عنها.
خلال اللقاء مع الدمية، تقود المربية الحوار معها، وتشجع الأطفال على مشاركة تجاربهم وردود أفعالهم، وتوجه وتوسع ملاحظات الأطفال. تدريجيًا، وبالوتيرة المناسبة لكل مربية، تنضم دمى البيرسونا إلى مجموعة الأطفال. أحيانًا، تختار المربيات أن تكون الدمى زائرات تظهر من حين لآخر في الحضانة، وأحيانًا تصبح الدمية شخصية ثابتة ويتم التعامل معها كأي طفل أو طفلة في الحضانة بطريقة محترمة وتشاركية.
دمى البيرسونا ليست ألعابًا عادية؛ الأطفال لا يلعبون بالدمية، بل يتعاملون معها كأحد أفراد المجموعة. في مناسبات مختلفة، يمكن للأطفال دعوة الدمية للانضمام إلى أنشطتهم، مثل: الجلوس بجانبهم خلال اللقاء، أو أثناء وجبة الإفطار، أو في الاحتفال بعيد ميلاد، أو المشاركة في اللعب في الساحة. عندما لا تكون الدمية “قيد الاستخدام”، يمكن وضعها في مكان ما بالحضانة أو الصف بجانب الأطفال، أو إخفاؤها عن أنظارهم وإعادة تقديمها في كل لقاء جديد.
أحيانًا، قبل دمج الدمى، قد تُبدي المربيات تخوفًا من أن الأطفال قد يتجنبون التفاعل مع الدمى لأنها ليست أطفالًا حقيقيين. لكن التجربة تُظهر أن هذا التخوف يزول بمجرد أن يتعرف الأطفال على شخصية الدمية ويقيموا علاقة بينها وبينهم.
لقاء قصير، مشوق، منظم ومرن: يُنصح بأن يكون كل لقاء مركزًا، قصيرًا، مشوقًا وممتعًا، ويتضمن العناصر التالية: افتتاحية (الربط باللقاء السابق)، عرض القصة أو التجربة الجديدة مع التعبير عن المشاعر المرتبطة بها، حوار مع الأطفال حيث يشاركون تجاربهم أو يساعدون الدمية على مواجهة تحدٍ معين، نشاط تفاعلي يُضفي تجربة ممتعة ومثرية، خاتمة تلخص اللقاء وتخلق فضولًا لدى الأطفال للقاء القادم.
الحوار بين الأطفال ودمية البيرسونا: الحوار بين الأطفال ودمية البيرسونا هو جوهر اللقاء. لكي يكون الأطفال مشاركين ونشطين في الحوار، يُفضل أن تطلب دمية البيرسونا من الأطفال مشاركة تجاربهم المرتبطة بما روته لهم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمربية، بصفتها مُيسرة اللقاء، أن تضيف أسئلة مفتوحة حول مواضيع وتجارب ومشاعر من عالم الأطفال ذات صلة بما روته الدمية.
الحوارات حول المواضيع الحساسة: كما هو مفصل في الإرشادات الخاصة باللقاءات التي تقدم معضلات على خلفية الانتماء الثقافي-الاجتماعي لدمية البيرسونا، يجب أن تكون هذه اللقاءات قصيرة ومركزة وتنتهي برسالة إيجابية (لمزيد من التفاصيل، راجع القسم الفرعي حول المعضلات التي تواجهها دمى البيرسونا).
التعرف التدريجي على دمى البيرسونا: يتم دمج دمى البيرسونا بشكل تدريجي يُمكن الأطفال من تعزيز معرفتهم وعلاقتهم مع الدمية. خلال ذلك، يعمق الأطفال فهمهم لشخصية الدمية الفريدة، وعالمها الثقافي، والمعضلات التي تواجهها. لذلك، تهدف اللقاءات الأولى إلى تعريف الأطفال على دمية البيرسونا كشخصية واقعية. بهذا الشكل، تتأسس العلاقة الأولية بين الأطفال والدمية، ويزداد فضولهم تجاه اللقاءات المستقبلية.
يتمثل الهدف الرئيسي للقاءات المستمرة في تمكين الأطفال من تعميق علاقتهم مع الدمية، وخلق تجارب إيجابية ومشتركة. على سبيل المثال، يمكن أن يشارك ياسين، الذي ينتمي لعائلة بدوية من الجنوب، الأطفال احتفالات من الثقافة البدوية. نور يمكنها أن تخبر الأطفال عن الرحلات التي تقوم بها مع عائلتها خلال شهر رمضان. أمير قد يشاركهم قصصًا عن علاقته الخاصة مع جده وجدته. للتحضير لهذه اللقاءات، من المهم أن تعمق المربية معرفتها بعالم الدمية الثقافي، وأن تُخطط بناءً عليه لقاءً أو لقاءات تصف تجارب الدمية كطفل..
طرح المعضلات: أخيرًا، يُوصى باستخدام دمية البيرسونا لفتح حوارات مع الأطفال حول المعضلات التي تواجهها الدمية بسبب انتمائها الثقافي. يُفضل إجراء هذه اللقاءات عندما يكون الأطفال قد تعرفوا جيدًا على الدمية وأقاموا علاقة معها، مشابهة لعلاقتهم مع طفل أو طفلة يحبونها.
كما ذُكر، من أجل تعميق معرفة الأطفال بالشخصية التي تمثلها دمية البيرسونا، بالثقافة التي تنتمي إليها، وبالتحديات التي تواجهها، من المهم تنظيم سلسلة من اللقاءات التي تكشف تدريجيًا عن عالم الشخصية. يعتمد أساس التعارف على القصص والتجارب التي تشاركها الشخصية مع الأطفال، بالإضافة إلى الحوار بين الأطفال والشخصية.
علاوة على ذلك، يُوصى بأن تدعو الشخصية الأطفال للمشاركة في أنشطة تفاعلية متنوعة، مثل: الرقص، الغناء، الطهي، واللعب. وبناءً على اللقاءات مع دمية البيرسونا، يُفضل تنظيم أنشطة إضافية في الحضانة لتعميق المعرفة بالدمية وبثقافتها، وفق ما هو مفصل في النماذج الخاصة بكل دمية.
فيما يلي تُقدم إرشادات ومقترحات لأنواع اللقاءات والقصص المختلفة، مع مراعاة تسلسل تقديمها للأطفال.
من المهم الإشارة إلى أن كل مربية يمكنها اختيار المضامين التي ترغب في استخدامها والطريقة التي تنقلها بها للأطفال، وذلك وفقًا لتقديرها الخاص، شريطة الحفاظ على شخصية الدمية الأساسية.
تهدف اللقاءات الأولى بين الأطفال ودمية البيرسونا إلى التعرف على سماتها الشخصية، وإنشاء علاقة أولية معها، وتطوير مشاعر التعاطف تجاهها، وإثارة الفضول لتعميق المعرفة بها. خلال هذه اللقاءات الأولى، وبناءً على قصة خلفية الدمية، تقوم دمية البيرسونا بالتعريف عن نفسها (مثل: اسمها، عمرها، عائلتها، هواياتها). خلال اللقاء، يمكن للمربية دعوة الأطفال للتحدث عن أنفسهم بهدف بناء علاقة متبادلة. كما يمكنها أن تطلب من الأطفال تقديم أفكار حول أشياء يمكنهم القيام بها لجعل دمية البيرسونا تشعر بالراحة في الحضانة أو الصف. في نهاية اللقاء، يُستحسن أن تقوم المربية بتلخيص اللقاء بطريقة تثير فضول الأطفال تجاه اللقاء القادم. أمثلة على لقاءات أولى مع دمى البيرسونا متوفرة على الموقع الإلكتروني.
لتعميق معرفة الأطفال بدمى البيرسونا، يُستحسن أن تشاركهم تجاربها ومشاعرها. من المهم أن تعكس دمية البيرسونا الثقافة التي تنتمي إليها، والتي قد تكون مشتركة مع بعض أطفال الحضانة والصف أو غير معروفة لهم. تهدف هذه اللقاءات إلى تعميق المعرفة الثقافية للأطفال وتزويدهم بتجارب إيجابية تنبع من التعرف على عناصر وعادات من ثقافات مختلفة. يمكن أن ترتبط تجارب الدمى بمناسبة تحتفل بها عائلتها (مثل: عيد الفطر، عيد الميلاد، النبي شعيب، أو عيد الأنوار)، مما يدعو إلى مناقشة أوجه التشابه والاختلاف بين تقاليد الأعياد في الثقافات المختلفة، و/أو التعرف على لغة أخرى وتعلم كلمات منها، خاصة إذا كانت غير مألوفة لمعظم الأطفال. إضافةً إلى ذلك، يُعزز دمج الأنشطة التفاعلية مثل: الرقص، الغناء، الطهي، واللعب، التجربة الإيجابية لدى الأطفال المرتبطة بلقاء ثقافات جديدة.
استعدادًا للقاءات التي تسرد فيها دمية البيرسونا للأطفال بشكل موسع عن تجاربها وأحداثها الثقافية، من المهم أن تعمّق المربية معرفتها وفهمها للجوانب الثقافية ذات الصلة بموضوع اللقاء. على سبيل المثال، عند التحضير للقاء تقدم فيه “ميلا” عيد الميلاد، يُفضل أن تطّلع المربية على العيد من مصادر موثوقة. خلال فترة لقاءات التعارف، قد يواجه الأطفال أحداثًا شخصية تناسب الحوار في الحضانة أو الصف بمشاركة دمية البيرسونا. على سبيل المثال، عندما يخبر طفل أنه يواجه صعوبة في الاندماج في مجموعة لعب، يمكن لدمية البيرسونا أن تسرد مواقف مشابهة مرّت بها وكيفية التعامل معها بطرق ساعدتها.
بالإضافة إلى ذلك، قد تحدث أحيانًا أحداث في نطاقات أوسع خارج الحضانة والصف وتُطرح خلال اللقاءات مع دمى البيرسونا، مما يُتيح حوارًا شخصيًا وأكثر قربًا مقارنة بالحوار دون استخدام الدمية. على سبيل المثال، قامت مربيات من جنوب البلاد بدمج دمية البيرسونا “نور” في حضانتهن، وعندما تصاعد التوتر الأمني في المنطقة، أدرن حوارًا بين أطفال الحضانة و”نور” حول تجاربها وتجاربهم وناقشن سبلًا ممكنة لتحسين الوضع.
بعد أن يتعرف الأطفال على عدد من الدمى، يُستحسن أن تُروى لهم قصص عن لقاءات بين دمى البيرسونا التي تنتمي إلى ثقافات مختلفة، وذلك بإسقاطها على الأطفال من مجموعات ثقافية متنوعة داخل الحضانة. يُوصى بأن يتم التركيز في البداية على اللقاءات الإيجابية بين المجموعات، والتي تحمل رسالة مفادها أن الجميع إسرائيليون / عرب، يستمتعون بلقاءاتهم ويمكنهم العمل معًا لتحقيق هدف معين. يمكن سرد قصة عن لقاء أو لعبة مشتركة وممتعة (على سبيل المثال، في مركز تجاري، في حديقة الحيوان، أو في ملعب الأطفال)، أو عن نشاط يعتمد على التعاون لحل مشكلة مشتركة وتقديم المساعدة المتبادلة (مثل بناء قصر رملي معًا في ملعب الأطفال).
بعد أن يتم تعزيز معرفة الأطفال بدمية البيرسونا، يمكن للدمية أن تشارك الأطفال تجربة صعبة و/أو معضلة تواجهها بسبب انتمائها الثقافي، وتطلب مساعدتهم في التعامل مع هذا التحدي. تهدف هذه اللقاءات إلى تعميق تعاطف الأطفال تجاه دمية البيرسونا، وزيادة وعيهم وفهمهم للمواقف التي تواجهها، ومنحهم الفرصة لمساعدتها، وتشجيعهم على منع وقوع مثل هذه المواقف في مجتمع الأطفال المحيط بهم. يشكّل إشراك الأطفال في مناقشة المعضلة فرصة لإجراء حوار يعزز فهم الأطفال للتحديات التي يواجهها الأطفال/الأشخاص من مجموعات مختلفة في المجتمع، ويقوي تعاطفهم تجاههم. بناءً على معرفتهم بالشخصية وتعاطفهم معها، يمكن للأطفال مساعدة دمية البيرسونا في التفكير بطرق للتعامل مع المعضلة/التحدي الذي تواجهه. من خلال ذلك، يطور الأطفال مهاراتهم في حل المشكلات ويعززون شعورهم بالكفاءة الذاتية. هذا النوع من الحوار يضع أساسًا للوعي بالمواقف غير العادلة التي يجب العمل على تقليصها، ويشكل خطوة أولى نحو تحويل الأطفال إلى مواطنين فاعلين يسعون للحد من التوترات الاجتماعية والثقافية، ويرفضون ظواهر التمييز، وعدم التسامح، وانعدام العدالة.
متى ينبغي إشراك الأطفال في معضلة / مشكلة دمية البيرسونا؟
التوقيت الذي يتم فيه مشاركة الأطفال بمعضلة أو مشكلة تواجهها دمية البيرسونا هو أمر بالغ الأهمية. يجب أولاً تعزيز معرفة الأطفال بالدمية، وتطوير موقف إيجابي تجاهها، وبناء رصيد من التجارب الإيجابية التي مروا بها معها. فقط بعد تحقيق ذلك، يمكن دعوة الدمية لمشاركة معضلة أو تجربة صعبة. الهدف من ذلك هو أن يتم الحوار حول المعضلة استنادًا إلى نظرة شاملة ومتسامحة للشخصية، وليس فقط على مشكلاتها وصعوباتها.
في أية مواضيع / قضايا يفضل أن تشارك دمية البيرسونا الأطفال؟
تشجع دمى البيرسونا الأطفال على التعبير عن أفكارهم، وآرائهم، ومشاعرهم تجاه مواضيع ثقافية واجتماعية حساسة. خلال اللقاءات، قد يعبر الأطفال عن مواقف سلبية و/أو نمطية تجاه مجموعات معينة في المجتمع. قد تثير التصريحات السلبية أو الإقصائية أو العنصرية رد فعل فوريًا من المربية للتنديد بها. من المهم أن تكون استجابة المربية متزنة وتشمل الاستماع أولًا لفهم الموقف الذي يعبر عنه الأطفال. بناءً على هذا الفهم، يمكن للمربية أن تقود الأطفال، من خلال الحوار، إلى إدراك أهمية التعامل مع الأشخاص بناءً على معرفة شخصية بهم، وتجنب التعميمات أو التصرفات التمييزية تجاه شخص بسبب انتمائه إلى مجموعة معينة. يجب أن تكون الرسائل التي تعزز الاحترام، التسامح، ومناهضة العنصرية، والتي تعبر عن قيم الإنصاف والعدالة، واضحة وغير قابلة للتأويل بالنسبة للأطفال. ومع ذلك، لضمان استيعاب هذه الرسائل، من المهم أن تكون المعالجة تدريجية ومبنية على الإنصات. إلى جانب ذلك، يجب التأكد من أنه خلال الحوار حول مواضيع حساسة، لا يتعرض أي طفل في الحضانة أو الصف، قد ينتمي إلى مجموعة مهمشة في المجتمع، لأي أذى نفسي. في ختام اللقاء حول موضوع حساس، من المهم أن تشير المربية إلى أن دمية البيرسونا تشعر بتحسن بعد اللقاء مع الأطفال الذين أظهرت لهم تفهمًا ودعمًا.
من المهم أن تندمج دمى البيرسونا بطرق مختلفة في الأنشطة اليومية في الحضانة أو الصف وفي الرسائل التي يتم التعبير عنها. لذلك، يجب أن تعكس الزوايا المختلفة رسائل التنوع الثقافي كعنصر يضيف الاهتمام والمتعة، ورسائل الانتماء والمساواة بين الأطفال والأشخاص من ثقافات مختلفة. على سبيل المثال، من المهم أن تعرض الصور، والألعاب، والمساحات (مثل زاوية اللعب الاجتماعي والساحة)، وكذلك الأنشطة (مثل الموسيقى، الرقص، والاحتفال بالأعياد) التي تبرز التنوع البشري في المجتمع العربي والإسرائيلي ككل. تُعد كتب الأطفال مصدرًا ممتازًا لتعريف الأطفال بالتنوع الثقافي. ومن المهم أن تتيح الكتب للأطفال رؤية ثقافتهم ممثلة بطريقة إيجابية، وفي الوقت نفسه، أن تعرضهم لثقافات غير مألوفة لديهم. أخيرًا، يُوصى بدمج الأنشطة مع دمى البيرسونا ضمن التخطيط السنوي للأنشطة التعليمية في الحضانة أو الصف. على سبيل المثال، يمكن تضمين تنوع الأعياد في التخطيط، وتنظيم احتفالات أعياد ميلاد تُبرز ثقافة الطفل، أو التخطيط ليوم الأسرة بطريقة تعكس التنوع الثقافي، وغير ذلك