جيل

مرحباً أصدقائي!
اسمي جيل، واسمي يعني “فرح”. أمي وأبي يقولان إنني كنت أجلب الفرح لعائلتي حتى قبل أن أولد، هل تعرفون لماذا؟ عندما كنت في بطن أمي، كنت أرقص كلما سمعوني موسيقى. وكان جدي يعزف لي على العود، وكنت أشعر بالسعادة وأتحرك في بطن أمي. وكل من كان يضع يده على بطنها (بعد موافقتها طبعًا) كان يشعر بحركتي وكأنني أرقص!

حتى اليوم، عندما أصبح عمري خمس سنوات، ما زلت أحب الرقص كثيرًا. أحيانًا يضحك عليّ أصدقائي في الروضة ويقولون إن الرقص فقط للبنات وليس للأولاد، لكنني لا أكترث. أتركهم يضحكون كما يشاؤون. فأنا أيضًا أستطيع العزف على الدربكة، وجدي اشترى لي دربكة مميزة، وأحيانًا أعزف معه. جدي كان من مؤسسي فرقة موسيقية تعزف موسيقى خاصة من المغرب، الجزائر، وتونس. هذه الدول العربية عاش فيها اليهود مئات السنين، وكانوا يتحدثون ويغنون بالعربية أيضًا.

https://www.youtube.com/watch?v=B0pDGILvzcg أنا أحب الغناء أيضًا، وأعرف غناء الكثير من الأناشيد. وفي بعض الأحيان يدعونني لأغني في الكنيس (مكان الصلاة اليهودي)، فأقف أمام الجميع وأغني دون خجل. أضع قبعة “كيباه” الصغيرة على رأسي عندما أذهب إلى الكنيس وأثناء وجبات يوم السبت. أمي تشرح لي أن الكيباه تذكرنا بأن الله يرانا دائمًا. أخي الأكبر يرتدي الكيباه يوميًا لأنه يريد ذلك. وقد قرر أيضًا ألا يسافر في يوم السبت، وألا يشغّل الحاسوب أو يشاهد التلفاز. أما بقية عائلتي، فتستمتع بالخروج للتنزه أيام السبت، فهذا ما يسعدنا. أخي الأكبر يعزف على الجيتار، وأختي التي في الصف الثالث تعزف على البيانو، وكلاهما يحب الظهور والعزف أمام الآخرين. ربما في يوم ما، سنشكل فرقة موسيقية خاصة، مثل فرقة “أكوت” التي أحب أغانيها كثيرًا.
جدتاي وجدَّاي يعرفون التحدث بالعربية، لكن العربية التي يتحدثونها تختلف عن العربية التي يتحدث بها العرب في إسرائيل. هناك أغنية واحدة بالعبرية والعربية أعرف كيف أغنيها باللغتين، وهذا رابطها: https://www.youtube.com/watch?v=8PsNDbRoxYk. جد وجدة أمي نشأوا في تونس، في جزيرة جربة، حيث يعيش اليهود منذ أيام النبي سليمان وحتى اليوم. أما جد وجدة أبي فقد عاشا في المغرب، في العاصمة الرباط. جدي الأكبر كان خبيرًا في التطريز، فقد كانت هذه هي مهنته. وأنا أيضًا أحب التطريز، وعندما يقول لي أحد إن التطريز للبنات فقط، أُخبره عن جدي الأكبر وعن العديد من اليهود الذين كانوا يعتاشون من التطريز.
هناك شيء آخر أحبه، حتى وإن كانوا يقولون لي إنني أتصرف كالبنات. أحب الخَبْز، وخاصة خبز “الحَلَة” الخاصة بيوم السبت. هل تعلمون أنه في جربة والمغرب لم يكن لدى اليهود فرن خاص في منازلهم، بل كان لديهم فرن مشترك يُسمى “فَرنَا”. وكانت لكل امرأة طريقة خاصة في تشكيل وتجديل خبز السبت”الحَلَة” تميزها عن غيرها، حتى تعرف كل امرأة أي “حلة” تخصها. عندما أُعد “الحَلَة” ليوم السبت، أشكلها بأشكال مختلفة، كأن أصنعها على شكل سمكة، أو قطة، أو حلزون. في كل مرة بشكل مختلف، وهذا يجعل تناول “الحَلَة” في وجبة السبت ممتعًا ومضحكًا.

لقد تحدثت كثيرًا عن نفسي، لكن هناك شيء آخر مهم – لدي جرو أحبه كثيرًا. ربما عندما أكبر سأصبح مدرب كلاب، لكن ليس مدربًا يغضب عليها، بل مدرب يعطيها مكافأة، مثل حلوى الكلاب، عندما تتصرف بشكل جيد.

المزيد من الشخصيات