رونا

مرحباً بكم، اسمي رونا، ومعنى اسمي بالعبرية هو “فرح”. أمي اسمها جيلا، وجيلا تعني “فرح”. وجدتي اسمها عليزا، وبالتأكيد قد خمنتم أن عليزا تعني أيضًا “فرح”. وجميعنا سُميّنا على اسم والدة جدتي، والتي كان اسمها فريدي. فريدي تعني “فرح” بلغة تُسمى “الييديش”. وُلدت الجدة فريدي في بولندا، وهي دولة بعيدة مغطاة بالثلوج في فصل الشتاء. أنا لم أرَ الثلج أبدًا، وأحب كثيرًا عندما يحكي لي جدي وجدتي قصصًا حدثت في الثلوج.
نحن نسكن قريبًا جدًا من شاطئ البحر، حيث نعبر شارعين مزدحمين ونصل إليه. من سطح منزلنا، نرى البحر وكأن بإمكاننا لمسه. نسمي سطحنا “السطح المُزهر” لأن فيه الكثير من الأحواض الكبيرة التي نزرع فيها البندورة، والفلفل، والخيار، والباذنجان، والكوسا، والبقدونس، والنعنع، وأعشابًا عطرية أخرى متنوعة. وعلى سطحنا، هناك عريشة عنب، لذا في الصيف نقطف العنب مباشرة ولا نحتاج إلى شرائه من المتجر.
حتى وإن كان أورن يزعجني أحيانًا ويضايقني أنا وصديقاتي، إلا أنني أحبه كثيرًا، وهو أيضًا يحبني. أحب الغناء والتمثيل معه في أغنية التسوق في السوق.
https://www.youtube.com/watch?v=T2295TLAAu4
سطح منزلنا هو المكان الذي أحبه أكثر شيء في العالم. أحيانًا، عندما تأتي صديقاتي لزيارتي، نقطف الخضروات ونعدّ لأنفسنا سلطة.
أعتقد أنني طفلة سعيدة إلى حد كبير، لكن هناك أشياء لا تُسعدني على الإطلاق.

1. بسبب لون بشرتي الفاتح جدًا، أحترق بسهولة تحت أشعة الشمس، وتمتلئ وجهي بالنمش. كم كنت أتمنى لو كانت بشرتي داكنة وجميلة، حتى لا أضطر لوضع كريم الوقاية طوال الوقت… يا له من شيء مزعج – أكره رائحة هذا الكريم وإحساسه على بشرتي.
2. أكثر شيء يغضبني في العالم هو عندما لا أجد “الأفيكومان” في ليل هسيدر. ولمن لا يعرف ما هو “الأفيكومان”، سأشرح:
في ليل هسيدر، تجتمع كل عائلتنا في بيت جدي وجدتي لتناول وجبة احتفالية. هكذا يبدأ عيد الفصح، العيد الذي لا نأكل فيه الخبز، بل نأكل طوال أسبوع خبزالمتساة. في ليل هسيدر، ترتب جدتي الطاولة بأجمل أدوات الطعام التي ورثتها من جدتي فايجي، وتعد طعامًا لذيذًا للغاية. لكن علينا الانتظار طويلًا قبل تناول الوجبة، لأننا أولاً نقرأ من “الهجاداة”، وهي القصة الطويلة التي تتحدث عن خروج بني إسرائيل (نحن، اليهود) من مصر. ولكيلا ينام الأطفال، يقوم جدي بإخفاء قطعة من المتساة تُدعى “الأفيكومان”. ويقول إن الأطفال يمكنهم البحث عن “الأفيكومان” فقط بعد الانتهاء من قراءة الهجاداة. يشعر جميع الأطفال بالتوتر، وكل منهم يرغب في العثور على “الأفيكومان” ليحصل على هدية كبيرة من جدي. في العام الماضي، وجد أخي “إيرز” الأفيكومان، وبكيت كثيرًا. قال لي جدي ربما في العام القادم سأجده، لكنني أشعر أن “إيرز” الصغير سيجده، لأنه بحلول عيد الفصح القادم سيكون قد بلغ الثالثة من عمره. هل لاحظتم أن كلاً من أخويّ يحملان أسماء أشجار؟ يا ليتهم اختاروا لي أيضًا اسم شجرة. كنت سأكون سعيدة لو سموني “جيفن” لأن العنب هو الفاكهة المفضلة لدي. هذا العام سأجده…

3. هناك أمر آخر لا أحبه هو الحصول على ملابس قديمة صغيرة كانت تخص بنات عمي. والداي لا يريدان شراء ملابس جديدة لي، ويقولان إن كلما اشترى الناس ملابس جديدة، زاد تلوث كوكبنا. فالأصباغ التي تستخدم في تلوين الملابس تلوث الأرض وكذلك الأنهار والجداول والبحر. أعلم أنهما محقان، وأن علينا الحفاظ على كوكبنا وعدم تلويثه، لكن… يتم شراء ملابس جديدة لبقية الفتيات في الروضة، وأنا أشعر بالغيرة منهن. فقط قرب عيد الفصح، يشترون لي ملابس جديدة احتفالية، ولهذا السبب هو العيد المفضل لدي.
وما الذي يُسعدني؟ أكثر ما يسعدني هو التنكر وتمثيل المسرحيات. تقول المعلمة إنه عندما أكبر، سأصبح ممثلة مسرح أو ممثلة سينمائية. عندما أصل إلى الروضة، أتوجه إلى صندوق الأزياء وأختار من سأكون اليوم – قطة؟ أسد؟ قرصان؟ أو سيدة أنيقة ترتدي حذاء بكعب عالٍ. أنتظر حتى تتنكر صديقاتي وأصدقائي أيضًا، وهكذا نبدأ في إعداد مسرحية. أحيانًا تدعونا المعلمة للظهور في اللقاء أمام جميع الأطفال. يا له من شعور مثير!
عندما تأتي صديقاتي لزيارتي، نتنكر ونخطط لمسرحيات. لدي الكثير من الأزياء؛ بعضها قامت أمي وجدتي بخياطته خصيصًا لي، وبعضها حصلت عليه من بنات وأبناء عمي. أحيانًا أتنكر بزي ولد – كقرصان، أو شرطي، أو فارس يحمل سيفًا. أغير صوتي ليصبح عميقًا كصوت ولد، وعندما أؤدي العرض مع صديقاتي لأخي أرز وأصدقائه، ينفجرون ضاحكين
لقد تحدثت كثيرًا عن نفسي، لكن هناك شيء آخر وهو سري: عندما لا أستطيع النوم في الليل وأبدأ في الخوف من السحرة والوحوش واللصوص، أخترع “شتوزيم” وهي أشعار مضحكة (الشعر المضحك هو أغنية هزلية قافيتها طريفة). على سبيل المثال:

الضفدعة خبزت للضفدع كعكة وحطت فيها حبة البركة
ألون كان عنده بالون، طار على الصالون، ولزّق بالمعجون
حينما أؤلف قصيدة “شتوز” فأنا لا أفكر بالأمور المخيفة، وهكذا أنام ومزاجي جيد. ولكن .. ششش. لا تخبروا أحدا.

المزيد من الشخصيات